محسوبك يبقى

صورتي
hegazyalone@hotmail.com أحد كوادر القله المندسة سابقا

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

اللقاء الأول مع سيادة الرئيس و ... شيطانى




تعود علاقتي بالسيد محمد حسنى مبارك لعام 1991 عندما إلتحقت بأحد مدارس " الحكومة " فى أحد أقاليم مصر ؛ وقتها كانت الأطفال لا تزال تحتفظ ببرائتها الفطرية على عكس ما هو حادث الآن - فمعظم أطفال هذا الزمان تشعر كأنهم " مسجلين خطر " .

فى يوم ما وعلى غير العاده ايقظتنى "ماما " مبكرا وقالتلى " اصحى يالا علشان تروح المدرسه" استغربت الكلمه ولكنى عرفت لاحقا انى سأظل استمع الى تلك الكلمات 11 سنه متتالية .

صليت الصبح وارتديت لبس المدرسه الذى هو اقرب الى ملابس الحلاقين .... لبست الشراب و سرحت شعرى ولكنى فشلت فى ربط رباط الجزمه الذى ساعدتنى فيه امى لمدة 6 شهور قبل أن أتعلم ربطها بنفسي ... لا اعلم هل كنت طفل غبي أم ادعى الغباء ولكنه كلفنى 6 شهور لكى اتعلم الطريقه ... كان رباط جزمتى هو التحدي الأكبر بالنسبة لى وكان طوول ال6 شهور يدور فى ذهنى ذلك السؤال " ايه لزمة أم رباط الجزمه ده؟"

وصلت إلى المدرسة وفى فناءها وقف ذلك المدرس صاحب الصوت الجهير قائلا : "سنه أولى تقف هنا  .. والطويل ورا والقصير قدام " بشكل أو باخر عرفت أنى المقصود ... وإنتهى بى المطاف واقفا فى اخر الصف .

بعد أن قمنا باجراء بعض التمارين الصباحيه التى ذادتنى كسلا على كسلى جاء ميعاد الاذاعه المدرسيه ... جاء ذلك الطالب الوسيم ووقف فى منتصف فناء المدرسه وبدأ فى قراءة بعض الأشياء التى لم استوعبها ؛ فكل ما كان يجول فى خاطرى وقتها كيف وصل هذا " العبقرى الى تلك المرتبه العظيمه " أكيد بيسمع كلام ماما او ربما لدية ماجستير فى علوم الفضاء ليصل الى تلك المرتبة العظيمة.

بعدها قام نفس ذلك الشاب الوسيم بتحية العلم -  تحيا جمهورية مصر العربيه... تحيا جمهورية مصر العربيه -  ونحن نردد وراءه فى تناغم وجماعيه ابهرتنى .
" كلو على الفصل يا حمار منك ليه " كانت تلك كلمات احد المدرسين معلنا نهاية طابور العذاب ؛ ولكن ما استرعى انتباهى هو " يا حمار " لا أعلم هل هى غريزتى التى لا تقبل الأهانه أو أنها كرامتى التى لم تكن قد اصابها التبلد بعد .
دخلت الفصل متلكئ أفكر فى " اول مرة إهانة " ولم اكن أعلم وقتها انها لن تكون الأخيرة وأن حياتى لاحقا ستتحول الاهانة فيها الى منهج واسلوب حياة .
وعندما وصلت إلى الفصل لم يكن هناك غير مقعد واحد متاح فى أخر مكان فى الفصل ؛ وقتها فهمت لماذا كان باقى الزملاء يتسابقون ويتصارعون من أجل الوصول للفصل مبكرا لكى يحجزون مقاعدهم الأمامية .
استسلمت للامر الواقع وجلست فى "التخته" الاخيره وهناك بدات أول خطواطى فى تكوين صداقات فى فصل 1/1
جلست بجوار  حمدى ومحمد؛ قدرى المحتوم ورفقاء ال5 سنوات التى تلت ذلك اليوم. شاركونى فى كل شئ فى " ساندوتشاتى " وأقلامى " و " أفكارى " ولكن كان أهم ما يميزهم " الأمانه فى النقل " – أقصد نقل الواجب منى طبعا .
حمدى كان ولد أبن ناس جدا ينتمى إلى اسره مرفهه ماديا..والدة يعمل فى الخليج. طوله مثل عرضه تماما كان نفسى اسأله سؤال واحد بس طوول عمرى " هيا مامتك ولدتك إذاى؟"
محمد .. وأأأأه من محمد .... هو عملى الاسود ,بالاصح هو ابتلاء من الله لعباده فى الارض ... والده بيشتغل سباااك صحى ..وقتها ولا يزال كان السباك الصحى يصنف على أنه رجل المرحله وفتى أحلام بنات جيله .. كان محمد يصرف ببذخ ؛ يحصل على ما يريد وكان والده هو مثلة الأعلى فى هذه الحياة .
دخل ذلك المدرس فارع الطول وبصوت غليظ صاح فينا " قيام يا حلوف انته وهوا " –إهانه أخرى – ولكن هذه المرة بدأت استقبلها بشكل أكثر إرتياحيه  من المرة السابقه- التعود- ؛ وبعد فاصل سخيف من القيام ثم الجلوس اخيرا قرر ذلك المدرس أن يبدأ فى حصتة الأولى هذا العام .
وفجأة ظهرت على وجه الرجل علامات الهلع  بدون مبرر ثم صاح فينا " فين صورة الرئيس ؛ الله يخربيتكم هتودونا فى داهيه " وبعد أن تمالك نفسه وبعد أن اقتنع ان قصر قامتنا ستقف عائق عن اى محاولة لأزالة صورة ذلك الشخص المهم الذى إزالة صورتة من على الحائط كانت لها وقع كارثى عليه ، بدأ يطلب منا أن نجمع بعض النقود من أجل شراء صورة جديدة لهذا الشخص .
أخذت أفكر وأفكر من هو الرئيس مبارك ؛ لماذا هذا الشخص بهذه الأهمية ؛ ماهى أهمية وجود صورة له فى فصل 1/1 ماذا يعمل بالظبط ؟ما معنى رئيس ؟
توجهت بأسئلتي تلك إلى حمدى ؛ وبعد تفكير عميق ولا أعلم كان يفكر أم ينتظر حتى ينتهى من " الساندوتش السادس " الذى يفترسه– أجابنى " ممكن يكون صاحب المدرسة "
الأجابة لم تكن مقنعه أو كافيه لطفل "متمرد " مثلى يحاول أن يعرف أكثر
توجهت بالسؤال الى الناحية الأخرى حيث كان محمد جالسا يتأمل فى شعر أحدى الزميلات ؛ وبعد أن قاطعت وصلة الحب والهيام التى كان يعزفها– طرحت عليه أسألتى فأجابنى انح مدى " مش فاهم أى حاجه " وأن هذا الشخص يستحيل أن يكون صاحب المدرسة لأن الناظر هو صاحب المدرسة وأنه على يقين من هذه المعلومة .
زادت حيرتي بعد أن يئست من الحصول على جواب فى محيط هؤلاء الساذجين ؛ فأطلقت العنان لشيطانى لكى يجد لى طريقة للحصول على المعلومات التى ارهقت عقلى الصغير –
يومها فقط تعرفت الى أول شخصين غيروا مسار تفكيرى لكى أصبح ما انا عليه بسلبياتى وإجابياتى .
إنهم السيد الرئيس و شيطانى
لاحقا .... حكايتى مع الرئيس وشيطانى وكيف تعرفت عليهم عن قرب !
                   من يوميات تلميذ - بقلم محمود حجازى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق